Tuesday, November 13, 2007

التغيير في بلادي

ما الذي يجري في بلادنا؟ ثورة في كل شيء؛ اجتماعياً واقتصادياً وشبابياً. والسعوديون باتوا حاضرين في كل بقعة.

منذ الحادي عشر من سبتمبر والحياة في السعودية تتغير. صار السعوديون يناقشون قضاياهم علانية، عبر الصحف وعلى الفضائيات، واكتشف المواطن أنه يعيش تنوعاً ثقافياً واجتماعياً منذ زمن.

هناك صوت يعلو في البلاد. بدأ الناس يسمعون عن تيارات فكرية؛ سرورية وإخوان وليبرالية. ظهرت دعوات للإصلاح، من الأسماء الفكرية والإعلامية حتى وصلت إلى الرسمية. وصار للمرأة صوت وصورة، وجرت انتخابات بلدية، وقرأنا سجالاً صحافياً بين كاتب سعودي وأمير منطقة بارز.

واليوم لا تخلو قناة فضائية بارزة من الحضور السعودي. هناك مذيعون ومذيعات ومقدمو برامج ومقدمات. وبرامج يومية وأسبوعية تختص بالشأن السعودي، ومعظمها في قنوات غير سعودية. علاوة على ارتباط نجاح معظمها برغبة المشاهد السعودي.

صارت هناك جمعيات مدنية، حتى ولو كانت محدودة الفاعلية. واتسعت مساحة الحريات، وعثر القارئ على قصص وآراء لم يكن لها أن تعلن قبل ذلك التاريخ، رغم وجودها في حياتنا.

حتى في قضايا "العنف الديني"، شهدنا تجربة تختلف عن كل تجارب العقود السابقة. كان هناك تنظيم "القاعدة" صعد سريعاً وسقط بشكل أسرع. والاسم السعودي ينبض في كل مكان، إن كان عنفاً تحت عباءة "القاعدة"، أو إبداعاً في ميادين العلم.

وصار الحديث عن الجريمة وتفشيها من القصص المملة، وحوادث "البلوتوث" أمراً طبيعياً، والجهر بالسوء والمعصية ظاهرة. وعادت نغمة القبلية تعزف على الأوتار كافة، وتسابقت القبائل إلى إنشاء قنوات فضائية لها، وبات لكل قبيلة رمز رقمي يدل إليها.

وما رافق هذه التحولات عودة الرخاء الاقتصادي إلى البلاد بعد عقد من سياسة "شد الحزام". أصبح النفط عقب العشرة دولارات يناطح المئة بثقة. وفورة اقتصادية تنتشر في معظم المناطق. ومشروعات اقتصادية بمئات المليارات، وشركات توظيف أموال لا تخشى العقاب.

كل ما سبق لم يكن حاصلاً ولم يكن متوقعاً قبل الحادي عشر من سبتمبر، وليس بالضرورة أن لذلك اليوم المثير علاقة مباشرة بكل علانية هذه التحولات، وإن نظر إليه كخرق صغير في جدار العزلة والصمت السعودي.

كل هذا جرى في زمن قصير، في أقل من عقد واحد. وهذه تحولات سريعة في حياة الشعوب. يمكن وصفها بالانفجارات، إذ لم يتوقعها أحد بهذه السرعة.

اكتشفنا أخيراً أننا كبقية الشعوب، لنا حسناتنا ولنا سيئاتنا. حتى وإن اختبأت مجموعة تحت غطاء "الخصوصية السعودية". الواضح أننا
صمتنا زمناً طويلاً ونطقنا أخيراً، خيراً وشراً

المصدر:
جريده الرياض





No comments: